تطبيقات على الآثار الفرعونية

أولا: المصاطب (المقابر الأولى للملوك والأمراء):

 عثر الأثريون على مقابر ملكية في منطقتي "أبيدوس" و"سقارة"، وبالرغم من اختلاف مقابر سقارة عن مقابر أبيدوس في بعض التفصيلات المعمارية فان عناصرها الأصلية واحدة، فكلها مشيدة باللبن (الطوب النيئ) على هيئة بناء مستطيل كبير الحجم، شبيه بالمصاطب التي يبنيها القرويون في مصر أمام منازلهم وفى داخلها، ولهذا أطلق عليها الأثريون هذا الاسم لمشابهتها لها.

  وتحت كل مصطبة من هذه المصاطب نجد حجرة دفن تحيط بها حجرات أخرى ومخازن يضعون فيها الأواني والأشياء الجنائزية المختلفة (انظر الشكل أسفل الصفحة).

  وتعتبر المصطبة التي بناها "ايمحوتب" للملك زوسر (الأسرة الثالثة) أول مصطبة ملكية مربعة الشكل، (انظر المساقط المعمارية بالصفحة التالية) واستخدم في بنائها مادة الحجر بدلا من الطوب النيئ، وتعتبر هي النواة الأولى والأصلية لهرم زوسر المدرج^([1]).

منظور وقطاعات منظورية لمجموعة مصاطب يوضح محتوياتها.

ثانيا: الهرم المنحنى (هرم سنفرو الجنوبي)- منطقة دهشور:

 شيد الملك "سنفرو" مؤسس الأسرة الرابعة هذا الهرم المنحنى (الهرم ذو الزاويتين) في منطقة دهشور، وهو مبنى بالحجر الجيري الجيد الأبيض اللون، (انظر الشكل أسفل الصفحة).

  والهرم مربع القاعدة وطول كل ضلع من أضلاعها 188.60 مترا وزاوية ميله حوالي    54 درجة حتى ارتفاع 49 متر تقريبا ثم تتغير الى 43 درجة تقريبا حتى نهاية الارتفاع الكلى للهرم والذي يبلغ حوالي 101مترا تقريبا، (انظر المساقط المعمارية الصفحة التالية)، لذلك فهو يسمى بالهرم ذو الزاويتين لأن جوانبه لها زاويتي ميل وليست زاوية واحدة كباقي الأهرامات المعروفة، مما أدى لشكله غير المألوف لذلك يطلق عليه أيضا الهرم المنحنى      أو المقوس أو المنبعج.

  ويفسر البعض سبب تغيير زاوية هذا الهرم حتى يتم تقليل ارتفاعه النهائي، لأن تشييد هذا الهرم حسب زاويته الأصلية (54 درجة) كان سيزيد ارتفاعه عن الارتفاع الحالي مما يزيد من ثقل وزنه النهائي فيتسبب هذا في تحطيم سقف الحجرات الداخلية والدهاليز، إلى جانب يبرر البعض ذلك لاختصار زمن البناء أو الخوف من وقوع أو انزلاق أحجار الكسوة الخارجية للهرم لو بقيت الزاوية على ماهى عليه.

منظر لهرم سنفرو الجنوبي المنحنى (ذو الزاويتين)- بمنطقة دهشور

ثالثا: هرم الكولة المدرج- محافظة أسوان:

  يقع على الضفة الغربية من النيل، على مقربة من قرية "البصيلية" أمام بلدة "الكاب" التابعة لمحافظة أسوان، ومن المعتقد أن تاريخ هذا الهرم يرجع الى الأسرة الثالثة، وان كان بعض الأثريين لايقطعون بهذا الأمر ولكنهم يرون أنه تاريخ بنائه يعود لعصر مبكر جدا، كما أنه هناك تساؤلات عن وظيفة مثل هذه الأهرامات الصغيرة الحجم، وهل استعملت كمقابر أم أنها بنيت لغرض آخر كأن تكون رمز للملك مثلا.

  ويتكون من ثلاث درجات فقط مائلة وتضيق كلما اتجهنا لأعلى، (انظر المنظور والقطاع أسفل الصفحة)، وأول درجة  مكونة من اثني عشر مدماكا من الأحجار وارتفاعها 4.30 مترا، وكل من الدرجتين الثانية والثالثة من عشر مداميك بارتفاع 2.55 مترا، وهذا يعنى أن ارتفاعه الكلى في حدود 9.40 مترا، والهرم مربع الشكل طول ضلعه 18.60 مترا، (انظر المساقط المعمارية في الصفحة التالية).

 وفى هذا الهرم ظاهرة غير عادية وهى أن أركانه (وليست أضلاع قاعدته) هي التي تتجه نحو الجهات الأربع الأصلية.

رابعا: هرم زوسر المدرج – منطقة سقارة:

 يعتبر هرم زوسر المدرج- الذي يقع ضمن مجموعة مباني ملكية يضمها سور واحد- أحد مراحل تطور المقابر الملكية والتي كانت من قبل عبارة عن مصطبة مستطيلة من الطوب النيئ، ولكن في هذا الهرم المبنى من الحجر الجيري تم تطوير المصطبة المربعة التي بنيت في أول الأمر بعمل إضافات عليها حتى وصلت إلى الشكل النهائي المعروف لهرم زوسر المدرج (انظر المنظور أسفل الصفحة).

  ويتكون الهرم من ستة مدرجات مائلة الجوانب وتضيق كلما اتجهنا لأعلى، كل مدرج منها يشبه المصطبة، وأبعاد الهرم حوالي 140 مترا من الشرق إلى الغرب، وحوالي 118 مترا من الشمال إلى الجنوب، وارتفاعه النهائي 60 مترا (انظر المساقط المعمارية الصفحة التالية).

نموذج (ماكيت) لمجموعة زوسر الملكية بسقارة يتوسطها الهرم المدرج

خامسا: المسلات:

  كانت المسلة رمزا مقدسا تقدم له العبادة والقربان، ويبدو أنه كان مما يقصد اليه حماية المعبد، حيث كانت تقام عادة مسلتان أمام المعبد، وقد وصفها البعض بأنها "أشعة متحجرة للشمس".

  والمسلات كانت تنحت من كتلة واحدة من الجرانيت بجوانب تميل قليلا إلى الداخل بحيث تنتهي ذروتها بهريم مدبب كانت تكسوه صفائح من برونز مذهب، أو من خليط الذهب والفضة، وتحلى جوانبها نقوش في خط هيروغليفى جميل تسجل ألقاب من أقامها وأسماءه، وقد تحلى أعلاها أيضا صور يقدم فيها الملك القربان لآمون، وكانت تقام على قاعدة مكعبة من الجرانيت، يسجل عليها في بعض الأحيان نص طويل، أو تقوم على جانبين منها تماثيل قردة تحيى الشمس عند شروقها وغروبها، (انظر الشكل أسفل الصفحة).

 وتختلف المسلات كثيرا في أطوالها وأوزانها، فيبلغ ارتفاع مسلة تحوتمس الأول بمعبد الكرنك 19.60م وتزن نحو 143 طنا، وترتفع مسلة حتشبسوت بمعبد الكرنك أيضا 29.50م وتزن 323 طنا تقريبا، وأطول مسلة معروفة هي مسلة أسوان التي لم يتم فصلها من الصخر لظهور عيب فيها وطولها 41.75م من المتر ويبلغ وزنها نحو 1168 طن، ولا يعرف تاريخها^([2]).

منظور لمسلتين من مسلات الفراعنة