Arabic version of Papers titles:
تفادى غرق الدلتا
الطرق الهندسية والتخطيطية لضمان التنمية
المستدامة لشمال الدلتا
تحت تهديد الارتفاع المحتمل سطح البحر
محاضرة ألقاها د. عباس محمد الزعفرانى
الأستاذ المساعد بكلية التخطيط العمرانى، جامعة القاهرة
يمثل احتمال ارتفاع منسوب سطح
البحر نتيجة التغير المناخى خطرا يهدد شمال دلتا النيل
بالغرق، وتتراوح مواقف العلماء بين الإيمان بحتمية الغرق
وضرورة تهجير السكان ، وبين إنكار الخطر تماما وتجاهله.
والمحاضرة محاولة للخروج من
الجدل حول وجود المشكلة إلى مناقشة وجود الحلول، طارحة
السؤال:
هل يجب أن تتوقف
التنمية فى شمال الدلتا بسبب الخطر لمحتمل بغرقها؟ أم أنه
توجد طرق هندسية وتخطيطية لحمايتها من الغرق؟ مما يسمح
بالحفاظ عليها وتنميتها.
فالخطر لا يمكن اهماله خاصة
مع وجود كتابات تاريخية وشواهد أثرية ترقد فى قاع خليج أبى
قير وميناء الاسكندرية، تثبت سابق تعرض اجزاء من الدلتا
للغرق منذ قرون. وتتناول المحاضرة التعامل مع فرض جدلى بأن
منسوب سطح البحر سيرتفع مترا خلال القرن الحالى، ويتم
استعراض بعض الحلول المقترحة ومناقشة فرصها فى النجاح
اعتمادا على الأسس العلمية والتجارب العملية فى مصر
والعالم. لإثبات أن المشكلة "لها حل"
وقد تم تصنيف التقنيات
الهندسية والتخطيطية الممكنة تحت أربعة استراتيجيات رئيسية
هى: رفع منسوب اليابس، أو خفض منسوب البحر، أو الفصل
بينهما بسدود، أو تخطيط الأراضى وتوظيف المناطق المغمورة
بالمياه.
وتتعدد هذه التقنيات، فيمكن
صيانة الشواطئ الرملية الطبيعية (وهى سدود ديناميكية ترتفع
تلقائيا مع منسوب البحر لحماية واجهة الدلتا البحرية)،
وبمساعدة بعض التقنيات منخفضة التكلفة مثل حواجز الأمواج
الركامية يمكن مساندة العمليات الطبيعية لترسيب الرمال
لرفع الشاطئ الرملى وتخفيض المستوى المؤثر للأمواج. كما
يمكن رفع الأراضى حول البحر والبحيرات بالردم، وإنشاء شبكة
من الجسور والأحواض لحماية الأراضى أثناء العواصف. مع
الحماية من التسرب الجوفى لمياه البحر بشبكة مصارف تنتهى
بخندق عميق مواز للساحل يربط البحيرات ويتخلص من مياهه
بالبخر من سطحها، وتحويل الأراضى التى لا يمكن حمايتها إلى
مزارع سمكية. كما عرضت المحاضرة مثالا مصريا للأراضى
المنخفضة عن مستوى سطح البحر تقارب مساحتها مائتى ألف فدان
فى محافظتى الاسكندرية والبحيرة، والمحمية بسدود وشبكة
متقدمة للصرف الزراعى بالرفع، وهى تماثل الأراضى المنخفضة
عن سطح البحر المشهورة فى هولندا إن لم تزد عليها، وتثبت
أن المصريين (ممثلين فى وزارة الرى خاصة) لديهم التقنية
والخبرة اللازمة لحماية الأراضى المنخفضة عن سطح البحر منذ
ما يزيد على قرنين من الزمان.
وقد أظهرت المحاضرة أنه يمكن
حماية شمال الدلتا من الغرق بطرق هندسية وتخطيطية متعددة.
مما يعنى احتفاظ شمال الدلتا بالقيمة الاقتصادية العالية
لأراضيها ومدنها وبنيتها التحتية، واستبعاد تهجير سكانها،
فالتنمية لا يجب أن تتوقف فى شمال الدلتا تنيجة التخوف من
ارتفاع البحر، ولكن يجب أن تخطط لتوجه احتمال حدوثه.
|