Home Site map Links Philosophy & Goals Cridets Contact us
Architecture
Urban Design
Urban Planning
Housing
Archeology
Arch. Critizim
Ancient Egypt
Islamic Architecture
Modern Architecture
Egyptian Universities
Architects
Egyptian Cities
Qura'an Miracles
Architecture Awords
Career & Jobs
Building Types
Articles  
Missing Beauty Architect and missing Beauty
in Architecture and our comunity

Written by: Arch. Nagla Mahmoud

المعمارى والجمال المفقود
فى العمارة والمجتمع

بقلم: معمارية نجلاء محمود

الجمال المفقود في العمارة والمجتمع

هل تأملت يوما ما حولك وأنت تسير فى الشوارع؟ هل حاولت ملاحظة شكل العمارات والمبانى التى تحيط بك؟

هل حاولت أن تجد تفسيرا لما تراه؟ وتحاول أن تعرف سبب هذه المأساة؟ وهل حاولت أن تجد لها علاجا؟

لقد تأملت ونظرت ورأيت مأساة مروعة، فقد تحولت المبانى كلها إلى علب كبريت، أو صناديق بها فتحات صغيرة، ومنها ما تجده عبارة عن صناديق من  الزجاج، ليس هناك شكل مميز، أو طابع مميز لأى منطقة، ليس هناك ذرة من الجمال فى أى شئ.

هل لهذه الدرجة فقدنا هويتنا؟ فقدنا إحساسنا بالجمال؟

هل تعرفون تفسيرا لما نراه؟

* ما هى العمارة؟ ومن هو المعمارى؟

كثير من الناس لا تعلم ما هى العمارة؟ ومن هو المعمارى؟ وما هو دوره فى المجتمع؟ وفقدان هذه المفاهيم هو أحد أسباب المأساة التى نعيشها الآن.

العمارة هى نوع من الفنون، بل هى أم الفنون والحرف، فهى التى تحدد مدى رقى المجتمع، وبها تنشأ الحضارات، كما وجدنا فى حضارات الأمم السابقة، العمارة الفرعونية واليونانية والبيزنطية، وما لاحظناه من جمال رائع من حيث النسب والشكل والاستعمال فى كل مبانيهم سواءا كانت المعابد أو البيوت الخاصة والمبانى العامة.

وعندما جاء الإسلام، ولد المعمارى العبقرى الملم بكل النواحى المطلوبة لخلق عمارة رائعة ومبتكرة، فقد جمع بين ثقافة المكان وحضارة الوطن، وجمال الطبيعة والبيئة، وخصوصية المناخ، وتعاليم الدين الإسلامى، وكذلك احتياجات المجتمع، وخلق نوع من العمارة ليس لها مثيل بين حضارات الأمم الأخرى، وهذا ما وجدناه فى تصميم البيوت الإسلامية والجوامع والوكالات والسبل والكتاتيب وكل المباني الأثرية الإسلامية الموجوده سواءا فى مصر أو فى أى دولة إسلامية أخرى.

هذا المعمارى وكل من حولة من مساعدين كان لديهم الخبرة الكبيرة في كل ما يتعلق  بفنون هذا النوع من التصميم والبناء، هم من صنعوا هذه الحضارات، ورسموا شكلا مميزا لكل حضارة، وساهموا فى رقى وتقدم مجتمعاتهم فى ذلك الوقت، ولكن للأسف انحصر دورهم تماما منذ فترة ليست قصيرة حتى كاد أن ينقرض وجودهم الآن.

* بداية المشكلة:

 بعد حدوث الثورة الصناعية، واستخدام الواجهات الزجاجية فى مبانى الغرب دون أى لمسة جمالية واضحة حيث أصبحت المنفعة مقدمة على أى شيئ سواها، مما أدى الى تهميش دور المعمارى المبدع وكل مساعديه بمرور الزمن، وظن المجتمع أن البناء بالطرق القديمة التى كانت بها معالجات مناخية رائعة، وأشكال جمالية للمبنى لا مثيل لها، والتى تفى بكل الأغراض المطلوبة من المبنى، وتجعله صديقا للبيئة وتقلل التكلفة الاقتصادية نتيجة لمعالجته مناخيا للجو داخل البيت، هى نوع من الرفاهية ومكلفة فى نفس الوقت، مع أن هذا غير صحيح، وبعدها بدأت المجتمعات العربية تقليد العمارة الغربية تقليدا أعمى، دون الالتفات الى اختلاف طبيعة المناخ، وطبيعة المجتمع العربى وثقافته، واحتياجاته، حيث أن خصوصيتنا كمجتمع شرقى وعربى وإسلامى، تمنعنا من البناء بهذه الطريقة لأنها تسهل عملية كشف ما بداخل البيوت فى المبانى ذات الواجهات الزجاجية، الى جانب تحول هذه النوعية من المبانى الى أفران تخزين حرارى، نتيجة لتخزينها حرارة الشمس ، نظرا لطبيعة مناخنا الحار، ولطبيعة الزجاج التى تختزن الحرارة بشكل كبير،... نسينا كل احتياجتنا، وركز المجتمع فقط على المظهر، ظنا منه أن هذه هى المدنية والتقدم، ومواكبة موضة العصر حتى فى العمار.

مبنى إدارى بالسعودية، واجهته كلها من الزجاج، وهذا لا يتماشى مع طبيعة المناخ الحار القارى الصحراوى، فاستعمال الزجاج بالمساحات الشاسعة، يؤدى إلى تخزين حرارى كبير داخل المبنى، مما يستدعى استعمال تكييف مركزى عالى التكلفة، كذلك شكل المبنى لا يتماشى مع طبيعة العمران السعودى

خلقنا مشاكل عديدة بإتباعنا هذا الأسلوب التصميمي، وبدأنا فى البحث عن حلول لمجابهة سلبيات هذه المبانى التى توصم بالحداثة وبالمعاصرة، ولجأنا لأجهزة التكييف المكلفة جدا فى ثمنها وصيانتها وكذلك استهلاكها للكهرباء، وبالتالى بدأنا فى اهدار الطاقة، والمال، وتفاقمت المشكلة أكثر وأكثر، وبالتالى تقلص دور الحلول التقليدية والتى أثبتت نجاحها فى الماضى، وأصبحنا نبحث عن دور للمعمارى المصرى والعربى فلا نجد له وجودا على الإطلاق.
وبات اقتناع المجتمع وخاصة العامة منهم فى أن اللجوء للمعمارى، هو نوع من الرفاهية والمصاريف الزائدة، وأن بناء مبنى جميل شكلا وموضوعا وتحقيق الراحة الحرارية ويوفر الخصوصية المطلوبة هو درب من الرفاهية الزائدة، وأصبح كل من هب ودب يستطيع أن يصمم مبنى، لأن تصميم بيت بسيط لا يحتاج لمعضلة، فهو عبارة عن " رص" غرف بجانب بعضها وانتهى الأمر، وأصبحت مهنة التصميم المعمارى مهنة مستباحة لا ضوابط تحكمها أو تحميها من عبث العديد من الفئات التي تتطفل عليها.

مبنى إدارى تجارى بالقاهرة، واجهته الغربية من الزجاج قاتم اللون، مما يؤدى إلى تجميع حرارة الشمس داخل المبنى، وهذا لا يتماشى مع مناخ مصر الذى تحول من مناخ البحر المتوسط إلى مناخ قارى، نتيجة استعمال المبانى المرتفعة، فأدت لإحداث جزيرة حرارية داخل القاهرة، وساعد على تخزين كميات هائلة من الحرارة التى أدت لإرتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية، فزاد الأمر سوءا، وكذلك واجهة زجاجية!!!

 

مبنى إدارى لشركة فى القاهرة فى مصر، استعمل زجاج قاتم اللون فى الواجهة الغربية، مما يعنى كارثة مناخية، مع أنه حاول أن يدخل بالزجاج للداخل قليلا واستعمل المقرنصات المقلوبة بصورة مجردة، ولكن ما زالت الواجهات تحتوى على مساحات كبيرة من الزجاج التى لا تتناسب مع مناخ مصر القارى الحار.

 

برج المملكة فى السعودية، مبنى كله من الزجاج، شكله يعتبر علامة بارزة فى العمران المحيط به، ولكنه لا يتماشى مع العمران السعودى من جهة، ومن جهة أخرى استعمال الزجاج لا يتناسب مع المناخ السعودى، ولا يوجد أى محاولات لإظلال الواجهات، أو أى معالجات مناخية.

ويتنافس مع برج الفيصيلية من منهم سوف يكون علامة بارزة ومميزة ليعبر عن مدينة الرياض، مع أن كل منهما لا يعبر عن الطابع المعمارى ولا العمران السعودى.

ولا يغيب عن المعمارى المتفحص بنظرة عميقة وبعيدة أن هذا المبنى فيه جزء من فلسفة العمارة الإسلامية وهى اتصال المبنى بالسماء تدريجيا، حيث أن المبنى يتلاشى كلما ارتفع للسماء، مثلما يحدث فى المآذن، فهناك فتحة فى آخرة مما يساعد على اتصال المبنى بالسماء من آخره

                                               

 

برج الفيصيلة بالسعودية: هذا المبنى من تصميم المعمارى نورمان فوستر، مبنى كله من الزجاج، ويتنافس كما قلنا مع برج المملكة لتحديد من سيكون العلامة البارزة المميزة لمدينة الرياض، ولا يتناسب مع الطابع العمرانى والمعمارى السعودى، ولكن...

يتميز هذا المبنى بأن فيه معالجات مناخية لمواجهة حرارة الشمس العالية، ولكى يتلائم مع المناخ القارى الصحراوى

وهناك نقطة أخرى وهى وجود الفلسفة الإسلامية فى التصميم وهى تلاشى المبنى كلما ارتفع لكى يتصل بالسماء، مثل المآذن

 

وفى الصورة الصغيرة توضيح للكرة الموجوده أعلى المبنى، وينعكس عليها صورة برج المملكة، كما سبق وأوضحنا، وتظهر المنافسة فعلا بينهما، ويظهر أيضا اختلافهما اختلافا تاما عن العمران المحيط.

 

فتولدت العشوائيات، وولد معها التلوث البيئى، وتبع ذلك الانحراف الأخلاقى، والحياة غير الآدمية، مما ساهم بشكل كبير فى تغذية فكر الإرهاب وجماعاته فى ظل هذه الظروف المعيشية المتدنية، وكنوع للتعبير عن كراهية المجتمع ككل ودون استثناء.

وكل هذا يسهم بدرجة أو بأخرى فى مدى تيه المجتمع بأكمله، بل و ضياع أمة بأكملها، فكل شئ يسير دون تخطيط، دون تفكير، لم يعد للعلم والعلماء مكانا فى عالمنا، وأصبحنا تابعين لفكر الآخرين سواء أكانوا من الشرق أو الغرب دون عقل ولا تفكير، همشنا دور العلم والمخططين و المعماريين،... فمن يمرض يذهب للطبيب، ومن يقع فى مشكلة يذهب لمحامى، ومن يريد أن يشترى الخبز، يذهب للخباز، وهكذا، إلا مهنة واحدة فقط تم تهميشها تهميشا لا مثيل له، ألا وهى مهنة العمارة وتخطيط المدن، فمن حق أى مقاول مهما كانت شهادته أو تخصصه أن يبنى مبنى ويضع تصميما حتى ولو كان سيئا للغاية، فالمهم فى الموضوع هو الحصول على أكبر عدد من الوحدات السكنية أو الإدارية، لكى تباع  وتأتى بالربح الوفير للمالك، وليس مهما على الإطلاق أن تفي باحتياجات الناس على تنوعها وأهميتها، مع أننا لو تريثنا قليلا وفكرنا، لوجدنا أنه كلما كان شكل البناء جميل، وفيه كل الاحتياجات المطلوبة، ومريح فى الاستعمال، والمنطقة المحيطة به مريحة للعين، وبها حدائق جميلة، كلما زاد ثمن العقار، وزاد سعر المتر فى المنطقة ككل.

وللأسف هذا خلق صراع عنيف داخل عدد كبير من المعماريين، هل تأخذهم دوامة الحياة ويتنازلوا عن مبادئهم، وعلمهم، ويتسارعوا وراء المادة، ويصمموا هذه العلب الزجاجية والأسمنتية، أم يحاربوا، ويظلوا صامدين، مدافعين عن حقوقهم، ومتمسكين بمبادئهم العلمية؟

مبانى سكنية ، صناديق خرسانية، اختلاف فى الإرتفاعات بشكل متفاوت، خرقا لقوانين البناء وعروض الشوارع، وتشويه للجمال، قتل للجمال مع سبق الإصرار والترصد

بناء العمارات الصندوقية حفر قبر الجمال المعمارى فى كل مكان

فتولدت العشوائيات، وولد معها التلوث البيئى، وتبع ذلك الانحراف الأخلاقى، والحياة غير الآدمية، مما ساهم بشكل كبير فى تغذية فكر الإرهاب وجماعاته فى ظل هذه الظروف المعيشية المتدنية، وكنوع للتعبير عن كراهية المجتمع ككل ودون استثناء.

مبانى سكنية عبارة عن صناديق خرسانية وبها فتحات تفتقر للجمال المعمارى، ويلجأ كل ساكن لوضع ما يحلو له من واجهة لمنزله، فتظهر عشوائيات فى الواجهات فى المبنى الواحد، فيزيد الأمر سوءا، فقد أضاف البعض مساحات زجاجية إضافية مع الكتل الخرسانية وفى الواجهات الجنوبية، فأدى لزيادة الحرارة داخل المبنى، وزيادة تشويه المبنى.

وكل هذا يسهم بدرجة أو بأخرى فى مدى تيه المجتمع بأكمله، بل و ضياع أمة بأكملها، فكل شئ يسير دون تخطيط، دون تفكير، لم يعد للعلم والعلماء مكانا فى عالمنا، وأصبحنا تابعين لفكر الآخرين سواء أكانوا من الشرق أو الغرب دون عقل ولا تفكير، همشنا دور العلم والمخططين و المعماريين،... فمن يمرض يذهب للطبيب، ومن يقع فى مشكلة يذهب لمحامى، ومن يريد أن يشترى الخبز، يذهب للخباز، وهكذا، إلا مهنة واحدة فقط تم تهميشها تهميشا لا مثيل له، ألا وهى مهنة العمارة وتخطيط المدن، فمن حق أى مقاول مهما كانت شهادته أو تخصصه أن يبنى مبنى ويضع تصميما حتى ولو كان سيئا للغاية، فالمهم فى الموضوع هو الحصول على أكبر عدد من الوحدات السكنية أو الإدارية، لكى تباع  وتأتى بالربح الوفير للمالك، وليس مهما على الإطلاق أن تفي باحتياجات الناس على تنوعها وأهميتها، مع أننا لو تريثنا قليلا وفكرنا، لوجدنا أنه كلما كان شكل البناء جميل، وفيه كل الاحتياجات المطلوبة، ومريح فى الاستعمال، والمنطقة المحيطة به مريحة للعين، وبها حدائق جميلة، كلما زاد ثمن العقار، وزاد سعر المتر فى المنطقة ككل.

مبانى خرسانية وواجهات زجاجية مع سيراميك فى الواجهات، ولجوء بعض الساكنين لوضع مظلات من القماش الثقيل لحمايته من الشمس الحارقة فى الواجهات الجنوبية

شئ لا يصدقه عقل، جرائم تشويه الجمال واختلاف صارخ للطابع المعمارى، وخرقا لكل قوانين البناء، أدى لفوضى عشوائية معمارية، لغياب المعمارى عن كل هذه المآساة

 

وللأسف هذا خلق صراع عنيف داخل عدد كبير من المعماريين، هل تأخذهم دوامة الحياة ويتنازلوا عن مبادئهم، وعلمهم، ويتسارعوا وراء المادة، ويصمموا هذه العلب الزجاجية والأسمنتية، أم يحاربوا، ويظلوا صامدين، مدافعين عن حقوقهم، ومتمسكين بمبادئهم العلمية؟

مبانى سكنية فى القاهرة بمصر، واجهات زجاجية، وكتل خرسانية تفتقر للجمال المعمارى، ومحاولات يائسة لإعطاء جمال للمبنى ولكن دون جدوى باستعمال السيراميك فى الواجهات، وكلها مواد تجمع الحرارة، ولا تتناسب مع المناخ ولا الطابع المعمارى لمصر.

محاولة يائسة لعمل عمارة جميلة ولكن رغبات الملاك دائما تطغى على المعمارى

والإجابة معروفة، فقد غرق عدد كبير منهم فى هذه الدوامة، لهثا وراء المادة لكى يتمكنوا من الحصول على المال لبناء مستقبلهم كما يظنون، والحقيقة أنهم أضاعوا حقوقهم كافة، ولم يحصلوا على شئ، إلا المال  القليل الزائل، وساهموا بدرجة كبيرة جدا، فى تهميش دور المعماري الحقيقي الذي يسعى فعلا لتحقيق التوازن بين الشكل الخارجى والتصميم الداخلى المناسب لكل استعمال والراحة الحرارية المطلوبة في التصميم المعماري لأى بناء.

مبنى حكومى بالسعودية، استعمل حل مناخى وهو التدرج فى مساحات الأدوار كما فى الصورة، ليحدث ظلالا فى الواجهات، مع أنه استعمل واجهات زجاجية، ولكن هذا التدرج يعتبر معاجلة مناخية لحد كبير مفيدة، وكذلك شكل المبنى يمكن اعتبارة مناسب لحد ما للبيئة، نظرا للأدوار المنخفضة، والتدرج، فيناسب البيئة الصحراوية

إن الله سبحانه وتعالى جميل يحب الجمال، جمال الروح والقلب، جمال الشكل والمظهر، ونظافة القلب والقالب، كما أنه أمرنا بأن نسأل أهل الذكر إن كنا لا نعلم.

أما نحن فقد قتلنا كل جميل فى حياتنا، وأبدعنا فى تشويه كل جميل فيما يحيط بنا وفى أنفسنا.

إن تقليص دور المعمارى، وهضم كل حقوقه، وعدم وجوده على الساحة المعمارية كما يجب، أدى لحدوث مشاكل عديدة فى حياتنا، أحدث صدعا فى جدار المجتمع، الذى بدورة ساهم فى انهياره، نلخصها فيما يلى:

  •  مبانى قبيحة المنظر، وضعيفة من حيث المتانة، فتنهار بعد سنوات قليلة، فتكون خطرا مميتا على ساكنيها وخسارة مادية كبيرة أيضا.

  • سادت مبانى عبارة عن صناديق خرسانية أو زجاجية، فتحولت لأفران تخزين حرارى كبيرة جدا، نظرا لطبيعة مناخنا الحار، ونظرا لطبيعة الزجاج وتخزينه لأشعة الشمس، فلجأنا للتكييف والمراوح، فزادت التكلفة، وزاد استهلاك الطاقة، وأصبحنا نعانى من نقص الطاقة، وننادى بعمل مبانى صديقة للبيئة، وبالتالى لم تعد أرخص من المبانى التى تراعى فيها كل الظروف.

  • إخفاق المبانى من حيث الشكل والتخطيط وعدم مراعاة أى قواعد من قواعد البناء والتخطيط والخصوصية، أدى لتولد العشوائيات بكل مشاكلها، وبالتالى ولدت الإرهاب.

  • تحولت المدن للوحة قبيحة، خالية من أى جمال، سواء أكان جمال الظاهر أم الباطن.

وأخيرا لم يعد لدينا طابعا معماريا مميزا، ولافكرا حضاريا يمكن أن يساهم فى صنع مستقبل الأجيال القادمة.

الحلول المقترحة:

  • إن أعمال الفن التشكيلى معفاه من الضرائب، فلماذا لا تعفى التصميمات المعمارية من الضرائب أسوة بأعمال الفنون التشكيلية، أليس تصميم المبانى نوع من الإبداع الفنى والجمالى والتشكيلى؟.

  • إن العمارة هى أم الفنون، والتصميم المعمارى  نوع من الفن الخالص، الذى يتعدى تأثيره فى المجتمع تأثير اللوحات الفنية أو المنحوتات الجمالية، فهو حصيلة فكر وابداع المصمم، وحصيلة خبرات سنوات عديدة، وإلمام بكل الظروف و الاحتياجات، لكى يولد عمل يفى بكل المتطلبات الجمالية والوظيفية فى آن واحد.

  • أما الرسومات التنفيذية فيمكن أن يفرض عليها ضرائب مخفضة، لأن المكسب المادى كله فى عملية تنفيذ البناء، أى فى مرحلة المقاولات، وليس فى مراحل التصميم الأولى، فالتصميم المعمارى يظهر فى صورته النهائية على هيئة مجموعة من الرسومات تحويها لوحات فنية، كلها فكر وخبرات سنين طويلة، وجمع لكل المعلومات المطلوبة لولادة عمل يفى بكل هذه الاحتياجات.

  • وبما أن العمارة هى أم الفنون، فلماذا لا يكون هناك يوم للمعمارى والمخطط، أسوة بقرار وزير الثقافة بعمل يوم للفنان، فى كل مجالات الفنون؟.

  • فبهذه الطريقة سوف يعرف الناس فعلا دور المعمارى الحقيقى فى المجتمع، ويمكن أن يقام فيه معرض لأحسن مشاريع نفذت فى هذا العام، وأحسن بحث وأحسن رسائل علمية، وأحسن عضو هيئة تدريس فى مجال العمارة والتخطيط، وكذلك أحسن معمارى على المستوى الخلقى والعلمى والعملى.

  • هناك أبحاث كثيرة أجريت على تقييم المبنى من حيث الشكل، فلماذا لا يستفاد من هذه الدراسات فى الواقع العملى، بوضع كود من خلال مركز بحوث البناء، لتقييم الشكل الجمالى للمبنى، ويكون شرطا لقبول رخصة بناء المبنى، مثل قوانين البناء العادية؟

  • وهناك أبحاث أخرى أجريت بالفعل فى مركز بحوث البناء، لوضع أكواد للطاقة، وتقييم المبنى حراريا، فلماذا لا يكون تطبيق كود الطاقة شرطا فى قوانين البناء للحصول على الرخصة؟.

  • وأيضا هناك كود لمبانى المعاقين، يجب أن يؤخذ فى الاعتبار عند الحصول على رخصة بناء أى مبنى؟
    لماذا لا تدرس هذه الأكواد فى جميع كليات الهندسة المعمارية، وكيفية تطبيقها على المبانى بكل أنواعها، لكى نخرج جيل من المعماريين ، له القدرة على تصميم المبنى ملائما من جميع النواحى، الجمالية والبيئية والخصوصية واستعمال المعاقين للمبنى؟

  • توزع هذه الأكواد على كل المكاتب المعمارية، لكى تؤخذ فى الإعتبار عند وضع التصميم النهائى لأى مبنى.
    نحن بحاجة لتوعية المجتمع بأهمية دور المعمارى فى تصميم أى نوع من أنواع المبانى مهما بسط تصميمه أو تعقد.

    نطلق العنان لفكر المعمارى وإحساسه
    كى يبدع فى تصميمه، كما كان يطلق العنان لفكره وهو طالب، فتولد أفكارا مبدعة جميلة يمكن تنفيذها فى الواقع، وتفى بكل الاحتياجات.

  • نحن نعلم أن هناك جهات منوط بها الاهتمام بمهنة العمارة وبمشاكل المعماريين، فهل هناك دور واضح لأى منها فى تثبيت دور المعمارى فى المجتمع، أو إعطاؤه حتى أبسط الحقوق؟!!!!

  • أتمنى أن يتضامن كل المعماريين لكى يكون لهم كيانا حقيقيا ، يطالبوا من خلاله بكل حقوقهم، وأن يسعوا معا لتثبيت دورهم فى المجتمع، ويكون لهم صوت مسموع فى كل الهيئات، ووسائل الإعلام، ويسعوا لتعريف العامة بمدى أهمية دورهم لكى ينهضوا بالمجتمع نهوضا قويا، ويكون لهم دور أساسى فى رسم الخريطة المستقبلية للعمران المصرى والعربى، والطابع المميز لها، ويرسموا حضارة عريقة كما سبق، ولكى نسترجع الريادة على العالم مرة أخرى.

  • رياح التغيير قادمة لا محالة، فدوام الحال من المحال، فهل يمكن أن يكون للمعماريين دور فى هذا التغيير، ونستطيع أن نثبت تواجدنا فى المجتمع، وأن يكون لنا دور فعال فى المشاركة فى بناء المجتمع المصرى والعربى المعاصر وتقدمه وازدهاره، وتحريك عجلة التقدم للأمام؟

وأخيرا وليس آخرا، أتمنى أن يأتى اليوم الذى نستطيع فيه تحقيق هذا الحلم الذى هو حق من حقوق الحياة وليس رفاهية، فيجب علينا أن نحصل عليه كمعماريين، وأن نحى دورنا كما سبق فى الحضارات السابقة، على مستوى الأمم كلها، وأن يكون لنا الطابع المميز لحضارتنا الحالية.

 

Arch. Nagla Mahmoud  
 

 

Articles:

Hassan Fathi
Wessa Wassif
Gamal Amer
Gamal Taha
Yehia Yaziry
Zahi Hawass

Translated Articles
Books Reviews